
“كان خُلُقُهُ القرآن”
سُئلت أمُّ المؤمنين عائشةُ -رضي الله عنها- عن قولِ الله جلّ جلاله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، فقالت: “كان خُلُقُهُ القرآن”.
تاللهِ ما عرفتِ الأرواحُ نهجًا أزكى، ولا سمتْ القلوبُ سموًّا أصفى من هديٍ تنزّل من السماء، فاتّخذه خيرُ الورى سُلوكًا ودربًا، حتى غدا القرآنُ رفيقَ سَيره، ولسانَ حِكمته وخُلقه ونهجه.
لقد عاش الصحبُ الكرامُ -رضوانُ اللهِ عليهم- مع القرآنِ لا حفظًا فحسب، بل تشرّبوه فعاش في أرواحهم، وسرى في أفعالهم، حتى إذا رأيتَ أحدهم حسبتَه آيةً تمشي، فكان خُلُقُهم المِيزان، وسيرتُهم البيان، وهديهم الحُجّة لمن رام الصلاح.
فيا طالبَ الحقّ في زمن الفتن، أما آنَ لقلبك أن يستقي من نبعِ القرآن؟ أما آنَ لروحك أن تتوشّحَ بنوره، وتستضيءَ بضيائه؟ فاجعلْ للقرآن فيك مقامًا، وكن له ترجمانًا.